الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة كتاب "تحت راية العقاب" للصحفي هادي يحمد: رحلة خطيرة في عالم السلفية الجهادية في تونس

نشر في  11 مارس 2015  (21:03)

أصدر مؤخرا الصحفي والباحث في شؤون الحركات الاسلامية هادي يحمد كتابا حمل عنوان"تحت راية العقاب: سلفيون جهاديون تونسيون" عن دار الديوان للنشر بتونس.
ويعتبر هذا الكتاب من الأعمال الجديّة القليلة التي درست الظاهرة السلفية الجهادية في تونس حيثّ وثّق لها صاحب المُؤلف عبر تحقيقات ميدانية استقصائية ونبش في أدبياتها الفكرية وحوارات صحفية مع أبرز قياداتها كسيف الله بن حسين المكنى بأبي عياض،فضلا عن تتبع أنشطة فاعلين تونسيين منذ ثمانيات القرن الماضي في ما يسمّى بـ"أراضي الجهاد" في عديد الأماكن من بقاع العالم كالعراق وسوريا والصومال وأفغانستان.

يحاول هادي يحمد في مؤلفه الآنف ذكره الاجابة عن سؤال حارق لطالما أرّق الذهنية التونسية التي ما فتئت تتساءل: ما الذي يدفع شبابا من التونسيين إلى الانخراط في فعل الانتحار والقتال أو الاثخان والاستشهاد بحسب معتقداتهم؟

وقد اعتمد الكاتب مقاربة تفهمية- تفكيكية في رحلة بحثه عن جذور و مسار تطوّر هذه الظاهرة الخطيرة والمؤرّقة التي خلّفت أحداثا مزلزلة كادت تعصف باستقرار البلاد ووحدتها مثل عملية اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكري بلعيد وذبح جنود من المؤسسة العسكرية وقتل أمنيين يصفهم القتلة بالطاغوت.

ويكشف هذا العمل البحثي معطيات وأسرار جدّ هامة حول أحداث دموية كان لها وقع كبير على الشأنين السياسي والأمني في تونس كعملية تفجير المعبد اليهودي الغريبة بجزيرة جربة سنة 2002، وقضية سليمان أواخر عام2006 حينما خطّط مسلحون اسلاميون إلى قلب نظام الحكم زمن الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

هذا ونشير إلى أنّ الصحفي هادي يحمد عرف بتحقيقاته الصحفية ذات الطابع الاجتماعي والسياسي عن الأقليات وحركات الاسلام السياسي في تونس.أدّى تحقيقه حول أوضاع السجون في موفى العام 2002 إلى حجب مجلة "حقائق" وملاحقته قضائيا الأمر الذي أجبره على الهجرة إلى فرنسا بسبب تعاظم التضييقات على الحريات والهرسلة البوليسية. أحرز على جائزة أفضل تحقيق صحفي أسنتدها له جمعية الصحفيين التونسيين حول تحقيقه"المحكوم عليهم بالاعدام في تونس". كما نال جائزة القلم المهاجر التي منحتها له جريدة الموقف التونسية. عاد إلى تونس بعد انتصار الثورة في فيفري 2011، وهو الآن يشغل خطّة رئيس التحرير في الصحيفة الالكترونية "حقائق أون لاين" كما يشرف على التدريب في شبكة أريج للصحافة الاستقصائية.